* الاسم: نيجارا بروناي دار السلام
* العاصمة: بندر سري بيجاوان
* اللغة: المالاي، الانجليزية والجاوية
* العملة: دولار بروناي
الحياة البرية في غابة واساي كاندال
سلطنة إسلامية صغيرة وغنية بالنفط في قلب القارة الآسيوية، لا تتعدد فيها المواسم المناخية، نسبة لهطول الأمطار عليها معظم شهور السنة تقريبا.
الثراء الذي يتمتع به سلطانها كان من أشهر الأسباب التي قدمتها للعالم، وكذلك شعبها الذي يتمتع بأعلى مستوى لدخل الفرد بالعالم وذلك لقلة تعداد السكان وزيادة الموارد. فبالرغم من المباني الفاخرة الحديثة التي تزين العاصمة لا يزال معظم البلاد يبدو عليه شكل البلاد النامية ويقبع في عزلة تامة عن العالم الخارجي.
تقع بروناي في الساحل الشمالي الغربي لبورنيو، وتتألف من منطقتين منفصلتين عن بعضهما البعض بنحو 30 كيلومتراً. كلتا المنطقتين يحدهما بحر الصين الجنوبي من الناحية الشمالية، ويتاخم إقليم السارواك الماليزي جميع حدود الاتجاهات الأخرى.
ويتكون الجزء الغربي من بروناي من أراض منخفضة جبلية، أما الجزء الشمالي فهو عبارة عن منطقة ساحلية منبسطة. معظم أراضي البلاد تقع في دائرة الغابات المدارية الكثيفة، وتمثل الرقعة الزراعية نحو 15% فقط من مساحة السلطنة، الأمر الذي ترتب عليه استيراد أكثر من 80% من المنتجات الغذائية من الخارج.
النشأة والتكوين
تعود نشأتها التاريخية إلى القرن الرابع عشر حيث كانت بدايات التكوين، وظهور شكل السلطنة بمفهومها السياسي. وخلال القرن الخامس عشر والسادس عشر شكلت بروناي قوة إقليمية كبيرة، من خلال المملكة الإسلامية التي حكمت بروناي وبورنيو الشمالية، ولم تسيطر على بورنيو وحسب بل كانت تضم ولايتي ساباح وسارواك الماليزيتين إلى أن وصل مداها جزءا من الأرخبيل الفلبيني، ويعد البرتغاليون والاسبان هم أول من وصل إلى البلاد من الأوربيين، إلا أن البريطانيين كان لهم تأثير أقوى بعد أن فقدت المملكة إقليم سارواك لصالح بريطانيا عام 1841م، وبدأت في الاضمحلال إلى أن أصبحت محمية بريطانية عام 1888م وأعقب ذلك سلسلة من المعاهدات تم انتزاع ليمبانغ لتضم إلى إقليم سارواك وذلك في عام 1890م، وخلال الفترة بين 41 1945م وقعت البلاد تحت الاستعمار الياباني، ثم أصبحت البلاد شبه مستعمرة بريطانية عندما تم تعيين المقيم البريطاني مستشاراً للسلطان، ثم كادت بريطانيا ان تبتلع البلاد بالكامل لولا ظهور النفط الذي قررت بريطانيا على إثره ضم البلاد إلى ماليزيا عام 1962م الأمر الذي أعقبه كثير من الاضطرابات إلى أن حل السلطان الدستور في العام نفسه واستقل بالبلاد بشكل رسمي في العام 1975م بعد اعتراف الأمم المتحدة باستقلالية البلاد. أضاف السلطان إلى البلاد الشكل الإسلامي بفرض العديد من القوانين الإسلامية خاصة في العام 1984م، والعام 1991م.
معالم النهضة والسياحة
«بندر سري بيجاوان» هي العاصمة وأهم مدن البلاد، وهي تتمتع بأناقة ونظافة وهدوء لافت للأنظار لأنها تبيت في سبات تام منذ الساعة التاسعة مساء، ومن أهم المميزات الأخرى انتشار الطراز المعماري الحديث والمتناسق خاصة مسجد «عمر على سيف الدين» الذي تم تشييده عام 1958م ويعد من أجمل المساجد التي شيدت في العصر الحديث، ويقف ذلك المسجد الذهبي العملاق على مقربة من نهر بروناي. ومن أهم معالم العاصمة الأخرى نجد مجموعة قرى «كامبنغ آير» المائية المعلقة، التي بنيت على دعامات بضفاف نهر بروناي منذ عدة قرون، وهي تمثل لوحة فنية رائعة، وتحفة أثرية موغلة في القدم، وتعد هذه المنطقة مزيجا من الطراز القديم والحديث. هذا بالإضافة إلى «استانا نور الإيمان» وهو قصر السلطان الرائع والذي يفتح أبوابه للزوار والعامة خلال احتفالات العيدين، وبالقرب من منطقة القصر وعلى منتصف النهر هناك «بولاو رانغو» موطن القرود الخرطومية النادرة وقرود «المكاك» الآسيوية، وهذه المناطق تستهوي الزائرين و السائحين.
وعلى بعد 12 كيلومتراً شمال غرب العاصمة تقع منطقة «واساي كاندال»، بغاباتها الكثيفة ومصباتها المائية الساحرة وبحيراتها المتفرقة، وأهم مصباتها المائية هناك «اير تيرجون تينغي» و «اير تيرجون ريندة». وهناك مدينة «بانتاي سري كينانغان» التي تعرف باسم «بانتاي توتونغ»، ومن أجمل معالمها الشاطئ برماله البيضاء البراقة، والذي يشهد التقاء نهر «توتونغ» بالمحيط ليكون منظراً خلاباً، ويعد هذا الشاطئ من أجمل شواطئ البلاد، ومن أمتع مناطقها الترفيهية. وعلى مسافة 40 كيلومترا جنوب العاصمة «بندر سري بيجاوان» تقع مدينة «باتانغ دوري» على ضفاف نهر «تيمبرونغ» بطبيعتها الجميلة، وهي نقطة بداية الغابات المدارية المطيرة الغنية بالحياة البرية.
التركيبة السكانية
سلطنة بروناي من الدول التي لا تعاني من مشكلة السكان بالرغم من صغر حجمها حيث يبلغ التعداد السكاني حسب آخر إحصاء 000 ،322 نسمة فقط، ويتألف الشعب من مجموعة أعراق بنسب متفاوتة مشكلة شعباً في غاية الانسجام والتآلف، ويمثل المالاي غالبية السكان بنسبة تبلغ 69% من إجمالي المواطنين، ويليهم الصينيون بفارق كبير حيث يمثلون 18% من نسبة أهالي البلاد، أما البقية فهم عبارة عن مزيج من بعض قبائل المنطقة والمهاجرين من الدول المجاورة كالهنود.
تفوق شعب المالاي وغالبيته أثرت كثيرا في الصبغة الثقافية للبلاد، وتلعب العادات والتقاليد والاعتقادات القديمة دوراً كبيراً في الحياة الثقافية، وتعد العادات من أهم مصادر القوانين التي تحكم كثيرا من مناسبات الحياة العامة بالبلاد، حتى أن هناك قطاعاً حكومياً يعنى بالاهتمام بالعادات والتقاليد ومن أهم مسؤولياته المحافظة على هذا الجانب من الحياة.
وتعتبر سلطنة بروناي من الدول المحافظة ويلعب الدين الإسلامي الدور الرئيسي في تشكيل نمط الحياة العام.
ولغة المالاي هي لغة البلاد الرسمية وتستخدم الحروف العربية في كتابتها، هذا بالإضافة إلى لغة الجاوا واللغة الإنجليزية، وتمثل المشغولات النحاسية والفضية أهم موروثات هذا الجيل، ومازالت تجد اهتماماً كبيراً من قبل الدولة والشعب